الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

:: وَأنا مِنْ حُسَيّنْ ::


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين..

من الروايات المستفيضة التي ذكرها النبي الأعظم - صلى الله عليه وآله -  في الامام الحسين عليه السلام  تبياناً لمكانته العظيمه والتي ربما تكون من أشهر الروايات وأكثرها انتشاراً وتداولاً بين عامة الناس هي قوله - صلى الله عليه وآله -  "حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا" ، وأني أكاد أجزم أن لهذه الرواية سر من أسرار العظمة التي تكشف عنها واقعة كربلاء عام 61 للهجرة.

-

فقد مرت الدعوة الاسلامية بمرحلتين هامتين هما مرحلة التأسيس التي قام بها الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله - ، مرحلة التأسيس كانت تتطلب جهداً عظيماً في عملية البناء فما كان من المصطفى – صلى الله عليه وآله – إلاّ الاستعانة بجميع الطاقات التي من الممكن تُوَظف أو تساهم في نشر الرسالة السماوية ذات القيم الإلهية في دولة الكفر والعبودية، فكان دوره النبي الأعظم –صلى الله عليه وآله - تأسيسياً ، قام بوضع اللبنات الأولى للإسلام وأرسى قواعده راسخة إلى وفاته.

-

وأمّا بالنسبة للإمام الحسين عليه السلام فقد قام بدور المصحح إن صح التعبير للمسار بعد الانحرافات التي مُنِيَ بها الإسلام بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وآله – حيث تفشت المفاسد في الجسد الإسلامي على مستويات عدة ، وهذا مابيّنه الامام عليه السلام في سبب تفجّر ثورة القيم الالهية حيث قال: " ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلوا حرام الله ، وحرّموا حلاله" ، فقد اختار عليه السلام صفوة أصحابه والخلّص منهم ليقوموا بعملية التصحيح التي قادها الامام الحسين عليه السلام حتى تمثل هذه الواقعة طهارةً تامةً تساهم في خلود الاسلام وبقاءه بتلك الفاجعة التي حفظت هذا الدين من الاندثار.

-

ومن هنا كان الارتباط قائم بين الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – وبين سبطه الحسين عليه السلام في الحديث الشريف : " حُسينٌ مني وأنا من حُسين أحبَّ اللهَ من أحبَّ حُسيناً" .. فما يُقال بأن الاسلام محمدي الوجود حسينيُّ البقاء هي حقيقة وواقع لايمكن لأحد انكارها سوى المعاندون، فكل مالدينا من كربلاء والتضحيات التي قُدّمت في سبيل حفظ الاسلام المحمدي الأصيل، فمن الواجب علينا أن نكمل مسيرة الامام الحسين عليه السلام في حفظ الاسلام بتخليد الذكرى الحسينية بكافة أشكالها وشعائرها بعيدة عن الانحرافات امتنناناً منّا لمن حُفظ الاسلام بقتله وبسبي عياله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق