السبت، 21 يناير 2012

:: القراءة .. حياة ::


إقرأ ..طور ذاتك .. كن فاعلاً.. ولا تعش على هامش الحياة

يمر جيلنا في هذه الفترة في حاله اشبه ماتكون بمحاولة إلغاء الفكر والتوعية الفكرية الناشئة عن الانشغال بوسائل الترفيه الحديثة والتقنيات المتطورة التي عزلت أولئك الشباب عن واقع الفكر والعلوم المتطورة التي تساهم في بناء الأفراد على الصعيد الشخصي والذي بدوره ينسحب على بناء المجتمع تلقائياً فيصيبه بحالة من الشلل المعطل للطاقات في ميادين عدّه.

-

فقد استطاعت المجتمعات الغربية أن تحصل على المفتاح السحري الذي فتح كنوز العلوم المختلفة فحررهم من قيود الجهل التي كانت تحكمهم إلى حرية العلم والتطور والابداع في المجالات المختلفة ، ولكن ماهو هذا المفتاح السحري الذي نقل الغرب تلك النقلة النوعية من عصور الجهل والتخلف إلى عصر التطور والحضارة ، مالذي يملكه الغرب ولانملكه !، إنها ( القراءة ) ، أثبتت الدراسات المختلفة أن المجتمع الشرقي لايقرأ بالنسبة للمجتمع الغربي، فهناك دراسة تبيّن أن المجتمع العربي يقرأ بمعدل المتوسط 6 دقائق في السنة بينما متوسط القراءة في إحدى الدول الغربية 200 ساعة سنوياً، وللأسف أن المجتمع العربي يتجاهل أهمية القراءة في تحسين الاوضاع سواء كانت السياسية الاقتصادية وغيرها وهذا التجاهل هو احد الاسباب الرئيسية في تردي مجتمعاتنا، يُذكر أن وزير الدفاع الاسرائيلي في عام 67 " موشيه ديان" قام بنشر الخطة العسكرية لبلاده في حال تعرضها للحرب، فقوبل باللوم على تلك الفعلة ولكنه أجابهم " أن العرب لا يقرؤون واذا قرؤوا لايفهمون" !!

-

القراءة تمكنك من أن تعيش تجارب الاخرين وخبراتهم في عدة مجالات كما أنها ضرورة لابد منها لمن يسعى لأن يكون رقماً يُعتد به في هذه الحياة، ولعل أن من أهم سلبيات عدم القراءة تكوّن ذلك المجتمع ضيق الافق والتفكير الذي يبني أغلب قراراته دون وعي ، كما ينتج عنها النظرة المشوهه للحياة التي تُبنى على رؤى غير سليمة، سئل "فولتير" الفيلسوف الفرنسي عمّن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب : " الذين يعرفون كيف يقرؤون"، فقد استطاع المجتمع الغربي أن ينشر ثقافة القراءة بصور مختلفة وطرق مختلفة خشية أن يعود الجهل ليخيّم على مجتمعهم بعدما تخلصوا من ظلماته وذاقوا حلاوة نور العلوم – الدنيوية – ومنها تشجيع الكتب الالكترونية وفكرة (اترك كتاباً في مقهى) والتي تقوم على اساس أن يُترك الكتاب بعد الانتهاء من قراءته في مكان عام ليستفيد منه الآخرون على أن يتركوه في مكان عام أيضاً بعد الانتهاء من قراءته.

-

القراءة .. ماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ ،،،

اسئلة نستطيع من خلال الاجابة عليها تساعد على وضع أولى الخطوات في هذا العالم الجميل،،،

ماذا أقرأ؟

- إقرأ ماتحب، إقرأ ماتراه يساعدك على تطوير ذاتك في مجالك، يشير الباحثون لأنه من يريد أن يكون مثقفاً عليه أن يقرأ شهرياً كتابين بمعدل 200 صفحة على أقل تقدير، كتاب في مجال التخصص وآخر في مجال مختلف، ومن الضرورة الاشارة إلى أن عدد الكتب مقرون بدرجة الاستيعاب، فلا اعتبار لقراءة الكتب التي لايمكن للقارئ استيعابها وفهمها.

متى أقرأ؟

- كما أن للنفس اقبال وادبار في عباداتها كما أشار لذلك الحديث الشريف، كذلك هو الحال بالنسبة للقراءة ، فلا يمكن اجبار النفس وارغامها على القراءة عنوةً دون رغبتها بذلك فتكون النتيجة هي مجرد المرور العابر للعيون على الكلمات دون تقبل المعاني وإدراك المطلوب من تلك السطور، من المهم جداً اختيار الوقت المناسب أو تخصيص وقت خاص للقراة دون تدخل الضغوط الحياتية فيكون دخيل على هذا الوقت المستقطع من الحياة للقراءة.

كيف أقرأ؟
- هيأ الاجواء المناسبة التي تساعدك على القراءة، فلكل منّا طقوسه الخاصة التي تدفعه نحو القراءة والاستمرار بها، فإن وُجِدتْ تراه يستغرق بالقراءة لفترات طويلة ، وان انعدمت تراه سرعان ما يَمَلْ الكتاب الذي بين يديه فيركنه على أقرب طاولة، وتجنّب العوامل المشتته التي تسلبك حلاوة الاستمتاع بما تقرأ بإبعاد كل ما يساهم في إضعاف تركيز القراءة.