الخميس، 1 ديسمبر 2011

:: الحسين عليه السلام ثورة نحو التكامل ::


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ..
-
شكّلت واقعة كربلاء منعطفاً كبيراً ساهم في تغيير مجرى التاريخ نحو سياسة الرفض ونبذ الذل والخنوع للمفاسد والانحرافات التي قام بها يزيد بن معاوية ، حتى أصبحت مدرسة يَنْهَلُ من مَعينِها كل من يسعى لرفض الباطل ويقصد الحق، فكان الامام عليه السلام يعتبر مبايعة يزيد بالخلافة والنزول عند رغبته في إمرة المسلمين جريمة كبرى بحق الاسلام الذي ضحى من أجله جده المصطفى وأبوه المرتضى وأخوه المجتبى عليهم وعلى آلهم الصلاة السلام، فما كان منه عليه السلام الاّ التحرك وفق خطوات واضحة أدت إلى الوصول للهدف وهو الحفاظ على الاسلام وايقاظ المسلمين من سباتهم العميق في السكوت عن الطغيان والجور.

-
وبما أن تفجّر الثورة الحسينية كان بهدف ترسيخ معاني الإسلام الأصيل المنسجم مع القيم الانسانية والتي يتكامل المجتمع من خلالها، من المناسب أن نسعى لفهم هذه الخطوات التي هزت المجتمع فاستيقظ على اثرها، لتتوالى بعد ذلك الثورات الرافضة لكل الطواغيت والظلمة، وتطبيقها بشكل عمليّ على ذواتنا لكي تتلقى النفس ذلك الإصلاح الذي يقرّبها من الله تعالى.

-
1. تحديد الواقع:

أولى هذه الخطوات التي قام بها الامام عليه السلام هي تحديد الواقع، حيث أن واقع المجتمع الاسلامي آنذاك كان قد مُنيَ بالانحرافات التي تنافي القيم والمبادئ التي ارساها الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – ، وعندما طلب منه والي يزيد على مكة بأن يبايع يزيد أطلقها صرخة مدوية" يزيد شارب الخمور، راكب الفجور، قاتل النفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله" .. فإنطلاق الامام الحسين عليه السلام بناءً على تحديد مواطن الخلل الذي ينتشر من خلاله الفساد.

-
2. التخطيط:

إن التخطيط الذي قام به الامام الحسين عليه السلام كان أحد أسباب انتصار الثورة، فقد رسم الامام الحسين تحركه وفق خطة يسعى من خلالها أن يُبقي الإسلام حياً ينبض بجسد الأمة بعد أن أماته يزيد، ولا يكون ذلك الإّ بإراقة دمه الطاهر، فخطّط لأن يتجه إلى الكوفه، فبعث برسوله مسلم بن عقيل عليه السلام سفيراً له، وبعدها اصطحب النساء والاولاد ليكونوا جزءاً من هذه الفاجعة، حيث أن بشاعة الوقائع التي قام بها معسكر عمر بن سعد اتجاه نساء وأطفال الامام الحسين عليه السلام ساهم في فضح الظلمة وخلود الذكرى وبقاء الإسلام.

-
3. الخطوات العملية:

فبعد أن حدّد الإمام الحسين عليه السلام مكامن الإنحراف والفساد في المجتمع الإسلامي، وبعد وضع الخطة التي من خلالها سينطلق في مواجهة هذه الإنحرافات وعلى رأسها اسقاط يزيد من السلطة، بدء التحرك العملي في التطبيق لاصلاح الإعوجاج في الأمة، والخروج على الجور والظلم حتى وإن كان القتل هو النتيجة الحتمية، فلم يبالي عليه السلام بهذه النتيجة لإيمانه بقداسة المنطلق.

-
هكذا يمكننا أن نتعامل مع النفس ايضاً، حيث أن عدم الرضا والشعور بسوء الواقع يدفعنا لأن نحاول تغيير واقعنا لما هو أفضل بوضع الخطط التي تساهم في هذا التغيير، والسير وفق هذه الخطط لنصل إلى التكامل على مستوى النفس وعلى مستوى المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق