الخميس، 7 نوفمبر 2013





:: السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أخيه أبي الفضل العباس وأخته الحوراء زينب ::

لكل حركة إصلاحية مظاهر تدلل عليها، ولكل إدعاء دلائل تشير إلى مصداقيته، وفي ظل تفاقم ظاهرة الثورات على مر العصور وتبنيها لأطروحته تنّم عن جوانب مشرقة تدّعيها -ولو بشكل ظاهري- قد يُكشف عن مصداقيتها مع تقادم الوقت، تقف نهضة الحسين (عليه السلام) بكل شموخ وعزّه لتأصيل مبدأ الإصلاح والثبات على الحق فضلاً عن المواقف التي تجلت بها الصفات الإلهية فكانت تجري مجرى الدم في في العروق..

-

وفي النظر إلى معالم النهضة الإلهية المقدسة، نرى حضوراً جلياً للثابت على المبدأ الحق الذي مثٌل المحور المؤثر والقوة المحركة لأصل النهضة المباركة لسيد الشهداء (عليه السلام)، ومهما حاول المستشرقون وغيرهم من تشويه أصل الانطلاق ومحاولة تصويرها على أنها صراع أزليّ قادم من أمد بعيد يبحث عن سلطة أو حكم، إلاّ أن خطابات سيد الشهداء (عليه السلام) قادرة على أن تزعزع أركان تلك الشبهات الواهية بما لايدع مجالاً للشك في قداسة المبدأ وسلامة المنطلق .. « ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا».

-

وبعد أن عاشت الأمة في سبات الغفلة والرضوخ للطاغوت، كان لزاماً عليها أن تصحوا من سباتها بصدمة تنفخ الروح في جسدها من جديد، كان يرى سيد الشهداء (عليه السلام) أن السير في طريق الشهادة هو السبيل لاستنهاض الأمة، وإنعاش إسلامها المحمدي بعد أن زُيّف بفعل السلطة الجائرة وتغيّرت معالمه الإلهية ..  « على الإسلام السلام ، إذ بُليت الأمة براع مثل يزيد» .

-

ولم يكتف الإمام الحسين (عليه السلام) بـاستشعار حالة الرغبة لصحوة الأمة من سباتها بل بادر بخطوات عملية في التحرك نحو هذا الاتجاه ويأتي الاختيار من ضمن تلك الخطوات وأعني به اختيار الأفراد الذين ساهموا في أن ينتصر الدم على السيف، فلم تكن نهضة سيد الشهداء (عليه السلام) نهضة بناء بقدر كونها نهضة تصحيحية تعتمد بشكل كليّ على أُناس صفت قلوبهم لذكر الله والذود عن دينه الذي ارتضاه لعباده دون الحاجة لمن شوهت الدنيا فطرتهم وتعلقوا بحبائلها المتدلية من جاه ومال وسلطه، « إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » .. وهذا ما دلل عليه الامام الحسين (عليه السلام) في قوله «فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي».

-

ولا ينبغي التغافل عن الدور الإعلامي الذي قامت به عقيلة بني هاشم والإمام زين العابدين (عليهما السلام) في إيصال صدى النهضة عبر الزمن لتبقى حية متجددة كل عام لتسمع العالم بأسره وعبر الأجيال المتعاقبة بأن سيد الشهداء (عليه السلام) ثائر أتى ليُحيي الامم بعد موتها ولتبقى نهضته ملهمة الدهر عبر العصور ..