الثلاثاء، 24 أبريل 2012

:: محيطك .. يحدد هويتك !! ::


هل تذكرون قصة الأب الذي جمع أبناءه حوله وبيده حزمة أخشاب والتي أعطاها لأبنائه ثم أمرهم بكسرها حتى وصلت إلى أنهم لم يستطيعوا تكسيرها أكثر مما هي عليه.. قصة طالما سمعناها كلما كانت هناك دعوة إلى التماسك والابتعاد عن الشتات والتمزق، ولو نظرنا إليها من زاوية أخرى قد تبدو أكثر إشراقه وحيوية، إنها (العمل ضمن مجموعة)، أو العمل الهادف ضمن مجموعة وما أُطلق عليه (العمل الجماعي في طريق التكامل)، بالامكان ان نستلهم أيضاً من القصة السابقة أن العمل الجماعي الناجح والذي ينطلق من اختلاف الطاقات المؤدية لتكامل العمل تمثل القوة الناتجة عن هذا التجمع، حيث أن تفاوت الخبرات والمواهب واختلافها من شخص لآخر تمثل أولى الخطوات نحو تكامل العمل وتميزه والتي تساعد في تنمية الجوانب المختلفة لأساس الجماعة وهو الفرد.

-

قد تكمن أهمية العمل الجماعي في عملية تلاقح الافكار وتناقلها من خلال النقاشات المثرية الهادفه، فتارة تراه الفرد منهم في صفوف المتعلمين يتلقى العلوم من الاخرين وتارة أخرى في صفوف المحاضرين يسعى لأن يوصل ما اكتسبه من ثقافة وعلوم مختلفة لمحيطه، كما أن للعمل الجماعي الدور الفاعل في عملية جذب الفرد نحو الهدف الذي تسعى إليه المجموعة حيث أن المتعارف عليه هو أن العمل الجماعي جاذب لما تمثله الصداقات والعلاقات الاجتماعية من أهمية في حياة الشباب، وأما على صعيد العمل والميدان فإن العمل الجماعي يمثل اختلاف الطاقات سواء كانت عضلية أو عقلية والتي تساعد في تفاوتها على صناعة انجاز متكامل نتيجة اختلاف تلك الطاقات فضلاً عن اكتشاف الطاقات المدفونة للبعض وقدرته على مواكبة نجاح محيطه من خلال مايملك من طاقة، فبناءً على المجموعة يتم تحديد مدى العطاء، لذا علينا أن نحرص على البحث الدقيق والاجتهاد في الحصول على تلك المجموعة التي تضيف جديداً في حياتنا ..

-

وخير مثال هو ما أنعم الله تعالى به عليّ من رفقة جميلة لمجموعة من الشباب المبدع والذي قد لوحظ عليهم تميزهم واتقانهم لما يعملون وهم مؤسسة شباب الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم)-إنها الحقيقة ولامجال للمجامله في هذا المقال فأنا لست مجبراً على ذلك لكنها كلمة حق يجب أن تقال بحقهم- فقد تعلمت الكثير من خلال هذا العمل الجماعي وأذكر وجه التميز على سبيل المثال لا الحصر :

1. الطموح العالي.

2. السعي خلف العمل المتقن والانجاز المبهر على مستوى أنشطتها المختلفة.

3. هذه المجموعة شعلة من النشاط، فهي لاتكل ولا تمل من البحث عمّا نتجزه باتقان وابداع.

4. تتمتع مؤسسة شباب الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بروح الاخوة العالية التي لا يمكن أن تتأثر لإختلاف في آلية العمل، فبالرغم من وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر واسلوب العمل (وهي طبيعة العمل الجماعي) ترى التماسك والسعي للوصول إلى نجاح مشترك يفتخر به الجميع على حد سواء.

5. الثقافة العالية التي يتمتع بها قياديي التجمع ومحاولة ايصال هذه الثقافة بطرق متنوعة للآخرين.

6. النقطة و التي أعتبرها النقطة الأهم من بين سابقاتها وهي الشعور بالمسؤولية اتجاه الشباب، المسؤولية في أن يكون كل فرد فاعل ونشط.

-

دعونا نتحدث قليلا عن كيفية الفاعلية ضمن المجموعة، كلاً منا يمتلك القدرات لأن يكون فاعلاً نشطاً ولكن قد لا نعرف كيفية الوصول لما نريد وهذه بعض النقاط التي تساعد لأن يكون الفرد فاعلاً مؤثراً ضمن مجموعته، فكن مستعداً لإنجازك الجديد وابدأ بالخطوات التالية :

1. اسعى لتنمية ثقافتك الشخصية والتي ستساعد على تنمية الكل، فإن كنت ترى ضعف المجموعة فإن تقويتها ابتداءً من النفس هو الحل.

2. كن واثقاً بأن المجموعة دائماً وابداً بحاجة إلى الفرد فلا تهمش دورك أو تستصغره تحت أي سبب كان.

3. لا تقتصر على المشاهدة أو الاستماع وشارك بكل ماتعرف، ولاتخجل من طرح أفكارك فقد تتبلور لتكون مشروعاً عظيماً.

4. كن محفزاً وابتعد عن التثبيط أو تسفيه أفكار الاخرين، اقبلها وناقشها قد تصل لما هو ابداعي.

5. من المعروف أن المجموعة تحتوي على طاقات متفاوته، فإن كنت صاحب انجاز فلا تنسبه لنفسك وتهمل دور الآخرين ولو كان بسيطاً، بل اهدم تلك الأنا الغرورية بنسبة الانجاز للجميع ليشعر كل فرد بالدور الذي قام به.  

الخميس، 12 أبريل 2012

:: أهدافك .. أنت قادر على تحقيقها ::



نحن أذكى مما نظن ولكن علينا استشعار ذلك ..

يعتقد البعض أن تحقيق أهدافا يتمناها المرء قد تكون ضرباً من ضروب الخيال لصعوبتها، إذ أن الاماني في تحقيقها لا يزيدها الا بعداً عن تطبيقها على أرض الواقع، زراعة هاجس صعوبة التطبيق أو استحالة الوصول للاهداف هو أحد أقوى العوائق الذي يقف ضد الوصول إليها، وما هي إلاّ حواجز نفسية نبنيها بأنفسنا يوماً بعد يوم بكلمات التثبيط التي تؤدي للفشل فضلاً عن حالة الاحباط المصاحبة لعدم الإنجاز والتقصير.

-

بمجرد تكرار الكلمات السلبية التي لم تكن عن محاولة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الاهداف يبعث بالمؤشرات السلبية للعقل الباطن بعدم القدرة والفشل في الانجاز وهذا ماسيكون بالفعل، فيكون الفشل هو قناعة أوصلها المرء لنفسه بواسطة العقل الباطن، إذ أن العقل الباطن هو من تقع عليه مهمة القناعات والمهارات والعادات، وبكل بساطة يمكن التغلب على هذا الشعور بالاعتقاد أن كل مانقوم به من أعمال إنما هي تجارب تضاف إلى خبراتنا التي نتعلمها في هذه الحياة، وكل تجربة لم تشق طريقها إلى النجاح تشكل بالنسبة للمرء خبرة بعدم صلاحية هذه التجربة للوصول إلى الهدف المطلوب.

-

وفي معرض حل هذه المشكلة التي قد يواجهها البعض علينا التخلص من صيغة (لماذا؟) في السؤال، فهي من تفتح باب ملامة النفس كمؤشرات سلبية واحساسها بالتقصير والفشل واستبدالها بصيغة (كيف؟)، الاجابة على سؤال (كيف؟) يوجه نظر المرء نحو الحلول التي يمكن من خلالها تحقيق الاهداف ولايدع مجالاً للتأنيب، كما أن للتخطيط الدور الفاعل في الوصول الناجح للأهداف على أن يكون الهدف واضحاً ومحدداً مع امكانية التطبيق، لعل من من الطرق التي أجدها أكثر فاعلية في حل أغلب المعضلات هي طريقة طرح الأسئلة والاجابة عليها فتكون الاجابة هي الحلول التي توصل لما أريد..

-

لننسَ الماضي الآن ونبدأ من جديد، أكتب هدفك الواضح والمحدد، وخطط له بأسئلة ذكية:

1. كيف أبدأ خطواتي نحو هدفي؟

2. من نجح في هذا الهدف لأستفيد من خبراته؟

3. من ممن حولي يمكن الاستفادة من طاقاته لأصل لهدفي؟

4. ماهي الادوات التي استعين لأنجح في تحقيق ما اريد ( قراءة اطلاع مشاورة كتابة أفكار ...) ؟

5. ما هي البيئة المناسبة لتحقيق الهدف ؟
وتذكر دائماً قول الله تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا)

الاثنين، 9 أبريل 2012

:: عولمة الحسين (ع) ::


هي دعوة اطلقها المفكرون علها تجد طريقها إلى النور ...

لعل من من أحد أقوى الاسباب التي جعلت الغرب متقدماً في جميع مجالاته الحضارية هو الايمان بضرورة إيصال مايؤمن به المجتمع الغربي إلى المجتمع العالمي، والتي استخدم من خلالها كافة الوسائل الحداثية من تكنولوجيا وإعلام على مستوى المرئي والمسموع وحتى المطبوع، ومن خلال الاستغلال السليم لعمليات التنظيم وتكاتف الجهود المختلفة في التخصص استطاع أن يصل إلى منهجية واضحة في تحقيق أهدافه التي سعى إليها، ومن الممكن أن يكون السبب في ذلك هو ذاك المذاق الجميل الذي يستطعمه أي مجتمع نتيجة الشعور بنشوة التقدم والسيطرة على العالم وفق تلك الاهداف التي يؤمن بها المجتمع الغربي خصوصاً بعد زمن التخلف التي عاشها في ظل تقدم الحضارة الاسلامية.

وعلى العكس تماماً مايعيشه المجتمع الاسلامي، الذي يعيش حالة من التخبط والعشوائية واقرب مايكون إلى انعدام التخطيط في تحقيق اهدافه ان كانت هناك أهدافاً تُذكر، وقد ترجع الاسباب التي أدت لهذا الوضع المأساوي لعدم الشعور بالمسؤلية التي يجب تحملها اتجاه مايتعرض له المجتمع الاسلامي من هجوم شرس يُسعى من خلاله لإفراغ هذا المجتمع من الطاقات التي يجب أن توظف للوصول إلى موازنة تساعد في مواجهة العولمة العالمية ومافيها من خلل من حيث الفكر والتطبيق، والتي قد تعارض مبادئ الاسلام الاصيل ويزينها الغرب لشبابنا المغرر بهم تحت غطاء الحداثة والتطور والحرية.

عولمة الحسين(ع) .. هي دعوة أطلقها سماحة الشيخ / فوزي آل سيف (وهو أحد المفكرين الاسلاميين الفاعلين) لأن تكون قضية الامام الحسين (ع) قضية عالمية، ومحاولة الخروج عن الطرح الذي لايزال يمارس دوره بتواضع في محدودية الانتشار تحت ظل هذا الكم الهائل من التقدم والتطور، إن عظمة الامام الحسين (ع) في قضيته التي تحمل المعاني السامية والقيم الانسانية كـالتضحية والإخلاص والحب والايمان والوفاء ورفض الظلم تستحق لأن تكون هدفاً نسعى لإيصاله للعالم أجمع بكافة الوسائل التي يستخدمها الاخرون في ايصال ما يؤمنون به من قضية، إذن نحتاج لأن يكون هدفاً من ضمن أهداف المجتمع الاسلامي تحويل قضية الامام الحسين ع إلى العالمية، وبعد تحديد الهدف تأتي الخطوة الثانية وهي آلية العمل في هذا المجال.

أما بالنسبة آلية التطبيق يمكن عرض بعض الاقتراحات التي يمكن من خلالها اتخاذ الخطوات الأولية في هذا الاتجاه ومنها:

1. الدعم المالي من قبل أصحاب الأموال ايماناً منهم بأهمية أن يكون الامام الحسين (ع) شخصيةً عالمية وهنا يأتي دور العلماء في الترغيب بهذه الأعمال.

2. السعي لأن يكون إعلامنا يعتمد على المتخصصين في مجال الاعلام وعدم الركون إلى الهواة والمتطوعين -مع الاستعانة بطاقاتهم- ومحاولة الابتعاد قدر المستطاع عن تواضع الامكانيات والرضا به، كما أن الطموح يجب أن يكون الوصول للإعلام المتقدم والاّ يكون المقياس هو مقارنة تواضع الامكانات بعضها ببعض.

3. الاستعانة بالعلوم الغربية الحديثة مع عدم معارضتها لأي مبدئ من مبادئ الدين- وتوظيفها في انتشار الهدف المطلوب كعلم الادارة وعدم المكابرة على عدم جدوائيتها.

4. القيام بمهرجانات ثقافية تتطرق للشخصية المباركة للامام الحسين ع الاهتمام بتغطيتها من الجانب الاعلامي المميز.

5. طباعة الكتب التي تتناول الشخصية الحسينية بلغات مختلفة ونشرها في العالم أجمع.

قد تكون هناك الكثير والكثير من الاقتراحات ولكن الأهم من ذلك كله هو السعي العملي المدروس والمبني على دراية وعلم وتخطيط لعولمة الامام الحسين (ع).