الثلاثاء، 31 يوليو 2012

:: الخطوات العشر ::

:: أطلب النجاح بإلحاح وحاول تحقيقه ولو على ركام من المحاولات الفاشلة، فالنجاح قادر- مهما جاء متأخراً على مسح كل آثار الفشل .. السيد هادي المدرسي ::

كثر في الآونة الأخيرة أي السنين القليلة الماضية ترجمة العديد من الكتب الأجنية التي تسوق النجاح على أنه علم في متناول الجميع، وكثر الكلام أيضاً حول مدى مصداقية هذه الكتب حيث تم تصنيفها على أنها كتب ذات طابع تجاري لا أساس تطبيقي لها، فهي مجرد أوهام أو مثاليات تُباع للناس على هيئة أوراق قد جُمعت لتشّكل مجموعة كُتب تُتاجر بها دور النشر، وقد يتساءل البعض الآخر ماهو ذلك النجاح الذي تروج له تلك المؤلفات؟، وكل من ألّف فيها هو فعلاً شخص ناجح ؟

-

وللإجابة على تلك التساؤلات من الضرورة في البداية أن نحدد تعريفاً واضح الملامح لذلك المفهوم، النجاح ببساطة هو القدرة على الوصول للأهداف المرسومة من قِبل الأفراد أو المجموعات الصغيرة أو المنظمات، فكل يضع لنفسه أهدافاً سواء كانت صغيرة أو كبيرة قريبة المدى أو بعيدة ويصل إليها فقد نجح، فمن يطلب أن يحقق ربحاً مادياً معيناً ويحققه فقد نجح، ومن يطلب أن يغير سلوكاً معينا ويصل إلى مبتغاه فقد نجح، ومن كان هدفه حفظ سورة من القرآن الكريم في فترة زمينة معينة وحقق ذلك الهدف يسمى ناجحاً، إذن فالنجاح نسبي يختلف من شخص لأخر ولكنه يشترك في نقطة الوصول للهدف المطلوب تحقيقه والتغلب على صعابه، وهو القياس في الحكم على نجاح المشاريع من عدمه.
إن هذه الكتب تمنح المفاتيح الأولية والخطوات العملية في تحقيق النجاح مع الأخذ بعين الاعتبار أنها قد تُناسب البعض في الوصول لأهدافهم وغاياتهم وقد لا تناسبهم، ولكن هي مجرد خبرات وتجارب إن حققت الاهداف المطلوبة كونت النتائج العملية لهذه النظريات التطبيقات العملية وإلاّ فإنها خبرات قد يستفيد منها البعض في القادم من الأيام
-
ومن الملاحظ أن أغلب دورات النجاح والكتب التي تتناول هذا الموضوع تشترك في عناصر قد يُجمع عليها من له إهتمام التأليف أو المحاضرات في هذا المجال، وهو ماسنعرضه على هيئة نقاط قد يستفيد منها من يطمح لأن يحقق أهدافه في الحياة وهي ما أطلقت عليها (الخطوات العشر نحو النجاح):

1.    تحديد الهدف: يجب أن يكون الهدف قد صيغ بإسلوب واضح ومحدد بعيد عن العموميات فإن من يسير بلا هدف كمن يسير في طريق لا نهاية له ومن الطبيعي أن لايصل من لاهدف له لعدم معرفته بما يطلب، وهناك طرق عديدة لتحديد الهدف بكل وضوح عن طريق بعض التساؤلات ومن خلال الإجابة عليها وتجميع هذه الجابات لتكون هدفاً محدداً وواضحاً يسعى المرء لتحقيقه، وإليكم هذه الطريقة:

أ‌.      أذكر إثنين من صفاتك الشخصية المميزة كالحماس والابداع.


ب‌.  اذكر طريقة أو طريقتين تستمتع بهما عند التعبير عن تلك الصفات المميزة أثناء العمل كالدعم والإلهام.


ت‌.  افترض أن هدفك قد تحقق، فما هو شعورك اتجاه هذا الموقف، عبّر عنه بزمن المضارع.


ث‌.  إجمع الاجابات الثلاثة في عبارة واحدة، فيكون هو الهدف الذي ستسعى للوصول إليه.


2.    قسّم الأهداف: في حال أن الهدف كان كبيراً ويصعب تحقيقه حاول أن تقسم الهدف الكبير إلى مجموعة أهداف صغيرة مرحلية بحيث أنك تحاول الوصول إلى الهدف الرئيسي من خلال انجاز أهداف صغيرة.. كما هو الحال بالنسبة لتعليم الاطفال مهارة الرسم، حيث توضع اللوحة الأساسية في مربعات على أن تتوزع أجزاءها على المربعات فيقوم الطفل برسم كل جزء على حده إلى أن تكتمل اللوحة بجميع أجزاءها.


3.    التخطيط: وهي العملية التنظيمة التي يسعى الفرد من خلالها للوصول إلى أهدافه وفق خطوات مدروسه تساعده على تجنب الصعاب والعوائق أو مواجهتها بحيث يصل المشروع إلى مرحلة النجاح، ومن المعلوم أن العمل كلما كان منظماً كانت السيطرة عليه مهمة سهلة، ومن أهم آليات التخطيط الأوراق الزمنية وأوراق المتابعة التي من خلالها يمكن السيطرة على مواطن الخلل أو التقصير في أداء المهمات الموصلة لتحقيق الهدف الرئيسي بنجاح.


4.    المتابعة: المتابعة المستمرة لعملية التخطيط وسير العمل مهم جداً، إذ أن مجرد كتابة الخطة ووضعها على الرفوف غير مجدي، فهي تحتاج إلى متابعة مستمرة ومراقبة دقيقة، فالتخطيط من غير متابعة لا فائدة منه.


5.    التنفيذ: وهو السعي العملي للوصول إلى الهدف، إن مجرد التيقن بأن أعمالك يجب أن تنجزها أنت بنفسك وليس هناك من يقوم بها بدلاً عنك هو كفيل بأن يدفع الفرد اتجاه التحرك العملي نحو الهدف المحدد والمخطط له.


6.    الاصرار: من يضع لنفسه هدفاً يحمل قيمة معينة في ذاته سيواجه العديد من العوائق التي تقف دون الوصول اليه، فعليك بالمحاولة بعد المحاولة والتجربة بعد التجربة حتى تصل لمبتغاك ولا يكون ذلك الاّ بالإصرار في الحصول على ماتريد، توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي دفعه الإصرار لتجربة 260 تجربة فاشلة إلى أن جرب التجربة 261 وكانت هي التجرية الناجحة .. إنه الإصرار.


7.    المرونة: والمقصود منه المرونة في مواجهة المعوقات، من الصعب أن تسير الأمور دوماً بحسب مانرغب ونريد أقول من الصعب وليس من المستحيل فليست جميع العوامل طوع ايدينا ولكننا نمتلك الاستجابة لهذه الاحداث فنتحكم من خلالها بالنتائج وفق معادلة (حسن) التالية:


حدث+استجابة= نتيجة


مايمكن السيطرة عليه في الغالب هي استجابتنا لما نواجهه من أحداث، فعلينا أن نمتلك المرونة في التغيير حتى على مستوى التخطيط إن كان يعيق الوصول للهدف بنجاح.


8.    التفكير الايجابي: إن النظر للأمور من حولك بنظرة سلبية يكفيك لأن تعيش في هذه الحياة مكتوف الأيدي ترى تقدم الناس من حولك وأنت باقٍ على ما أنت عليه، هناك قانون جميل في علم قانون الجذب ويسمى بقانون الوفرة والذي ينص على أن " الدنيا مليئة بالعطايا وأنها خُلقت لتعطي من يُعطي" فلذلك علينا أن نرَ الأمور بإيجابية ويمكن لأهدافنا أن تتحقق في يومٍ ما، فيجب استبدال التفكير السلبي بالايجابي  الذي بدوره يساعد على علو الهمم ورفعتها.


9.    البيئة المناسبة: وأعني بها الاختيار الصحيح لبيئة الانطلاق نحو النجاح، البيئة التي تتوفر فيها العوامل ومقومات نجاح المشاريع كالاشخاص والأدوات وغيرها من مستلزمات نجاح هدفك، فهذه البيئة تعتبر أحد عوامل النجاح.


10.   الاستعانة بالناجحين: الاستعانة بأولئك الناجحين بهدف الاستفادة من خبراتهم ومعرفة أسرار الطريق الذي ساروا فيه وكيفية التغلب على الصعاب التي واجهتهم، ويقال بأن الاستعانة بالناجحين في المجالات المختلفة هي أسهل طرق النجاح.

ومضة:

جرب أن تحتفل بنجاحك في تحقيق أهدافك قبل أن تحصل عليها .. ستشعر بلذة ذلك النجاح الذي ستكون متشوقاً لتحقيقه فيكون دافعاً وشعوراً محفزاً نحو تحقيقه ..