الخميس، 3 مايو 2012

:: المسؤولية تصنع (Super Groups) ::



إن الركيزة الأساسية التي يقوم عليها العمل الجماعي هي المجموعة، ومن الصعب أن ترَ عملاً كاملاً متكاملاً قد شُيِّد بناءه بجهد شخص واحد فقط وبشكل فردي إلاّ ماندر، ففي ظل محدودية الوقت والطاقة إن العمل الناتج عن الجهد الشخصي عادةً ماتشوبه شوائب من النقص تمنعه التكامل المطلوب، حيث يستحيل على الفرد الواحد أن يقوم بما تقوم به المجموعة بجهودها المختلفة ، فبالاضافة إلى عدم القدرة على التحكم بالوقت وبمحدودية الطاقة لإنجاز المشاريع يعيش الانسان صراعاً داخلياً نتيجة ترقب النتيجة هل هي إلى النجاح أقرب أم إلى الفشل.

قد يكون أحد أسباب ميل البعض إلى الاستحواذ على جميع الادوار للقيام بها بشكل فردي هو عدم الثقة بقدرات الاخرين الذي بدوره يشعرهم بضعف قدراتهم وأنهم غير قادرين على تنفيذ المهام الموكله إليهم على أكمل وجه، أحد القواعد الإدارية الملفته التي وصل إليها العلم هي القاعدة التالية والتي مفادها:

( الثقة بالاخرين تصنع المعجزات .. أعط الثقة لهم وسترى ماهو مذهل )

من الطبيعي أن تنجز المجموعة ما لايقدر على انجازه الفرد الواحد وذلك لوجود عدة عوامل تحكم هذا العمل ومنها (الوقت) والذي من خلال الاعتماد على الفرد الواحد يشكل ضيقاً في مساحة العمل نتيجة ارتباط المهام بشكل اجمالي بشخص واحد، ماذا لو تم توزيع عدة مهام على مجموعة لتنفيذ عمل ما .. هل سنعاني من عامل الوقت كما لو كان العمل فردي ؟! لا اعتقد ذلك.

إذن يمكن السيطرة على عامل الوقت من خلال المجموعة، وكذلك من الممكن تجزيء العمل على أن يستلم كل فرد من المجموعة على أحد أطراف المشروع وبالتالي تخصص الاعمال لكل فرد على حده يؤدي الفرد من خلالها الأعمال الموكله إليه، وتكون النتيجة النهائية هي القدرة في التحكم بجودة الانتاج ووقت الانجاز على مستوى العمل (إن لم تبرز على الساحة بعض المعوقات الخارجة عن الارادة).

إعطاء جزء من العمل للاخرين لإنجازه تعد من خطوات تحمل المسؤولية والتي قد تعتبر أحد الحلول المساعدة على تنفيذ المشاريع بنجاح، إن الحرص على تنفيذ المشاريع وانجاحها والخوف من الفشل هو السبب في أن يقوم الفرد بجميع الاعمال لوحده دون الحاجة للاستعانة بالاخرين وهذا الحرص جيد ولكنه لايخدم النجاح في العمل، حاول ان يكون هناك مزيج في المعادلة التالية :

حرص+ثقة في الاخرين = إعطاء المسؤولية في ظل مراقبة لتدارك أي قصور

وفي مقابل إعطاء المسؤوليات يجب أن يكون همناك من يتحملها، والسؤال الذي يُطرح وفي ظل ضعف شعور الكثير من الناس في الاحساس بالمسؤولية، كيف يمكن غرس الشعور بالمسؤولية للقيام بالأعمال المختلفة في اطار العمل الجماعي والذي يشكل تحدياً كبيراً له؟، فالكثير من المجاميع تعاني من الشعور ذاته من ضعف الشعور بالمسؤولية لدى البعض.

وإليكم الحل ..

يعتبر سماحة آية الله السيد حسن الشيرازي (قده) هذه الحلول التي طرحها في أحد أبحاثه والتي تسعى لانتشال المجتمع من واقعه السيء الذي يعيشه اتجاه المسؤولية وتحريك المياه الراكدة في النفوس لتكوّن ثورة النشاط في العمل، وقد قسمها إلى قسمين هما : المبدأوالقيادة والقسم الاخر هو دور الامة، واطلق عليها (عناصر النهضة الطبيعية الجذرية للأمة)، وتتلخص النقاط بـ :

قسم المبدأ والقيادة : 1. وجود مبدأ شامل وصحيح.

  2. وجود قيادة محدودة وحكيمة منتزعة من صميم ذلك المبدأ.

قسم دور الأمة :      3. وعي الأمة لذلك المبدأ وتلك القيادة.

                        4. ايمانها المطلق بهما معاً.

                         5. ثقتها بنفسها.

                         6. تنفيذ الأمة لذلك المبدأ في واقعها بإيحاء تلك القيادة.

وهذا شعور اعتقد قد يوافقني به الكثير، أن الاحساس بالمسؤولية تكون نتيجة لشعور الفرد بقيمته في ضمن المجموعة، إذن تذكر دائماً .. يصعب صناعة  Super Man ولكن صناعة Super Groups سهل جداً .