الأحد، 13 نوفمبر 2011

:: دعوة التغيير ::

لعل السمة الابرز التي يتسم بها عام ٢٠١١ هو انتصار ثورات المستضعفين من البلدان العربية على حكومات  الجور والظلم، فاطلق على تلك الثورات المتتالية في إطاحة عروش الظالمين بالربيع العربي، الظلم المتجسد بتفشي الفقر والبطالة وقمع الحريات في التعبير علن الآراء التي تعارض الرأي الواحد، قد وصل بهؤلاء الثوار الحال ان تكون حياتهم كمماتهم بل قد يكون الموت ارفق بهم من العيش في الفقر والذل معاً .. فحصل ما حصل من ((التغيير)).


ان الدافع الذي حرك هذه الشعوب هو الحاجة .. الحاجة للشعور بالكرامة قبال الذل، الحاجة الى العيش الكريم في قبال الفقر ، الحاجة الى الحرية في قبال القمع وكبت الحريات .. الحاجة هي الأساس في انطلاق هذه الثورات، و ستنطفئ هذه الحيوية المشتعلة بمجرد اشباعها.. لان هذا هو الواقع.




لست سياسياً ولا احب ان تطبع أحاديثي بها.. حيث أني لا افقه منها الا القليل، ولكن كان المدخل الذي يبين اننا نحتاج الى وقفة جادة نحلل بها الواقع لننطلق في عالم التغيير والإصلاح.


وفي حال توجيه النظر الى المجتمعات المصغرة التي يُبنى عطاءها بيد الشباب، نرى سيطرة اصحاب القرارات والإدارات على حرية التفكير التي تعطل التطور والإبداع الذي يتمتع به أولئك الشباب، فاغلب القيادات والإدارات تؤمن ايماناً تاماً بأحادية النظرة التي لا يمكن من خلالها لأي شخص ان يبدي وجهة نظره ورأيه حول قضية لتطويرها، وهذا من اهم اسباب الفشل التي تصبغ الاعمال التي يقوم عليها ذوو العقول الأحادية .


ومن الغريب جداً ان تستعين هذه الإدارات بالشباب لتحقيق ما تريد دون ادنى نظرة لما يحمل هؤلاء الشباب من طموح وتطلعات، فأصبحت العادة لديهم هي قتل الطموح والابداع وتحويل الطاقات الشبابية لمجرد آلات تنفذ دون تفكير او نقاش، وان تجاوزنا جدلاً موضوع النقاش فلا يؤخذ برأيهم لعدم الثقة بتلك القدرات، او خشية الفشل.. من المؤلم ان تغفل هذه الإدارات ان طلب النجاحات في اي مجال باتباع ذات النهج الفاشل تعتبر من السذاجة.. 
وان طلب الإبداع والتطور في اي عمل مع تقييد العاملين وفق رأي واحد تعتبر من السذاجة..


يميل الشباب عادة لمن يحترم جهودهم ويقدر تطلعاتهم ويأخذ بأيديهم نحو تحقيق طموحاتهم، فإن المؤسسات التي تسعى لان تقطع شوطاً من التطور في ظل الحداثة عليها ان تغير من تلك العقليات التي تثبط العزائم وتعوق الهمم، وان تحتضن الطاقات اسوةً بالمجتمعات المتطورة التي ترتقي بأعمالها نتيجة الثقة التي تُعطى للشباب .. لا تنتظروا ان يبذل هؤلاء الشباب قمة عطاءهم وجهودهم لمن لا يقدّر جهده في اي مجال كان. 


أتساءل هنا.. ألم يحن الوقت للشعور بالحاجة الى تحرير عقول الشباب من سطوة اصحاب القرارات والإدارات في المجتمعات المصغرة بهدف تطويرها وإصلاحها بما يتناسب مع ما وصلت اليه الحداثة؟؟


نحتاج لأن نقف وقفة جادة لتغيير تلك الأساليب البالية في التفكير والتي كانت سبباً من اسباب التخلف والانحدار في المجتمع على المستويات المختلفة، قد اكون متفائلاً في الدعوة الى تغير عقول اصحاب القرارات وهو الاصعب .. وهذه دعوة لتغيير النفس والعقل قبل كل شيء 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق