الخميس، 8 سبتمبر 2011

:: النقد والمحبطون ::


(النقد هو عمليه توجيه وإبداء ملاحظات اتجاه عمل معين بهدف تطويره)
ان العمل الايجابي الذي يسعى من خلاله الفرد لتطوير الذات والمجتمع يحتاج الى بعض العوامل التي تساعد على استمرار هذا الشعور بالمساهمة الفاعلة غضاً طرياً، تماماً كما هو الحال في المحركات التي تحتاج الى الوقود لضمان استمرارية عملها على اكمل وجه والحفاظ على كفاءة عطائها، والتي تبتدئ بالتحفيز الشعوري الى التحفيز العملي، فيأخذ التحفيز اشكال كثيرة منها تقدير النشاط بالكلمات التشجيعية او إبداء الملاحظات باسلوب يدلل على الاهتمام بتطوير هذا النشاط وهو النقد البنّاء او المشاركة فيه من باب الدعم.

من الطبيعي أن يتبنى البعض الموقف النقيض لعملية التحفيز.. فيأخذ دور المثبط ويشكل الحاجز الذي يعوق العمل ويحول دون انجازه، ويبنى هذا الموقف من عدة عوامل ومنها الجهل بإسلوب النقد او التشاؤم الذي يرجع سببه الى عدم قدرتهم على ما يقوم به الآخرون بسبب فشل سابق، فتتكون لديهم تلك النظرة التشاؤمية، او اتخاذ النقد الهدّام كمنهج واسلوب مُتّبع في التعامل مع الاخرين.

وفي ظل التطور العلمي الذي نعيشه، اصبح لكل نشاط او سلوك علم متخصص قام بناءً على دراسات وابحاث اوصلت الى نتائج تجنبنا الوقوع في الكثير من الأخطاء نتيجة الارتجال في قرارات التعامل مع الاخرين، وهذا الكلام ينسحب ايضاً على النقد تأثيرها في العلاقات مع الاخرين، ومما يؤخذ بعين الاعتبار في عملية النقد والذي نذكر منه على عُجالة : الادب في النقد،  تقدير الجهد المبذول، الإلمام بالموضوع المُنتقَد، المساهمة بوضع الحلول البديلة وعدم الاكتفاء بتوجيه الانتقادات ... وغيرها.

وامّا من يتخذ النقد الهدام اسلوباً ومسلكاً في حياته، فهذه تعتبر من البلاآت الكبرى التي تواجه اصحاب المشروع، ومن لم يعرف كيفية التعامل معها ستكون سبباً في تدميره، فهم يبدعون في الأساليب التي تعيق العمل، ويتخذون اسلوب النقد من اجل النقد، وكذلك يملكون ايضاً من العقليات الجبارة التي تمنع اي شخص ان يدخل في حوار معهم يُناقش انتقادهم.

وفي كيفية التعامل مع هذا النوع من الانتقاد فيمكن بعدة طرق ومنها التجاهل، بالإمكان الإعراض عن الكثير من الانتقاد الذي قد لا نجد له مبرراً او لا يطابق واقعية العمل و المشروع، والتحفظ في طرح ما يتعلق بالمشاريع والأعمال امام الملأ لألا نترك المجال لأي كان ان يتدخل في مالايعنيه، او إتاحة الفرصة أمامه لبث تلك الانتقادات الهدامة، فليس كل مايُعرف يقال ولا كل مايقال جاء أوانه وليس كل ما جاء أوانه حضر اهله.
 

هناك تعليقان (2):

  1. استمر أيّها المبدع،
    بانتظار المزيد والمزيد،

    النقد حالة خطرة يُمارسها البعض بإجرام ..

    ردحذف
  2. المحبطون دائما مفلسون قد يكون إهمالهم ظلما بحقهم وبحق من يثبطون يحتاجون لفهم اهمية التفاؤل كي ينفعو وينتفعو

    ردحذف