السبت، 3 سبتمبر 2011

 .. ( مابين التربية والابداع ) .. 


ان الإبداع يعتبر مظهر تميز يصبغ العمل الذي تتوفر فيه شروط عدة ومنها الحداثة و المنفعة، وكل من يعمل في مجالات الحياة المختلفة يسعى جاهداً لان يكون عمله مميزاً وابداعياً شعوراً منه بعطاءه للمجتمع والذي يُشعر الانسان بالارتياح والانتعاش النفسي في مقابل هذا العطاء، ورؤية اثره وبصمته على المجتمع.

ان عامل التربية يعتبر العامل الاول المؤثر في استخراج هذه الطاقات وصقلها بالشكل السليم وتقديمها للمجتمع على انها احد مخرجات التربية السليمة، وقد تقوم الاسرة بهذا الدور التربوي ويتمثل دورها بالتربية الموجهة اويقوم به الاصدقاء بعملية التربية الغير موجهة وهي الاكثر تأثيرا في مرحلة الشباب، اما الاسرة فيمكن دورها القوي بالتأسيس حتى يضع الشاب اولى خطواته في طريق الاستقلال بحياته الشخصية، فلابد ان نعلم ان هناك ارتباط وثيق بين عملية التربية والتنشئة وعملية العطاء والابداع.

يقسم علماء التربية عملية التربية الى نوعين وهما: التربية التلقينية والتربية النقدية، وكان هذا الاستنتاج يرجع لوجود ملكتين في عقل الانسان وهما ملكة الذاكرة والحفظ وملكة البحث والتحري، وللأسف ان اغلب المؤسسات التعليمية وكذلك اغلب الأسر تعتمد بشكل كبير على ملكة الذاكرة والحفظ بحيث يحاول الاب ان يشكل ابنه بشاكلته دون نقاش او حوار .. حتى لا يقع الابن ضحية للتجارب الخاطئة ، او فقدان الثقة بالابناء نتيجة خبراتهم المتواضعة في الحياة، فتتكون الشخصيات المنسوخة من الشخصية الاصل بطباعها وسلوكها نتيجة التلقين في عملية التربية، اما لو كان الاب يسمح بالنقاش او الحوار لاستخرجنا عقولاً باحثة ومفكرة تسعى للتطور ولا ترض ببساطة الطموح، بل تسعى للابتكار والابداع.

كذلك هو الحال في العملية التعليمية، فالطالب يسعى لان يحفظ المادة العلمية لينجح ومن بعد ذلك يرمي ماتعلمه في سلة النسيان وكأنه شيئاً لم يكن ويرجع ذلك الى التربية التلقينية التي تبتعد عن النقاش والحوار من اجل إيصال المعلومة عن قناعة وتفكير.

علينا ان نزع في أبناءنا روح النقد والملاحظة والبحث حتى تتكون تلك الشخصية المستقلة برأيها والتي تسعى لان تحمل مايمكن تقديمه من افكار وملاحظات في سبيل التطور والابداع.

وللاطلاع على بحث تفصيلي في هذا المجال يمكن مراجعة محاضرة السيد منير الخباز والتي تحمل عنوان ( النقد بين الضرورية والاشكالية ).

هناك 4 تعليقات:

  1. رائع ما جادت به يداك، فعلاً نحنُ نهتم بالجانب التلقيني، لا الجانب النقدي، ومن سُبل تطوير هذا الجانب هوَ طرح الإشكالات وهذه الأمور لتحفيز هذا الأمر في العقول.

    ممكن رابط المحاضرة؟

    ردحذف
  2. اشكرك على مرورك ..
    وهذا هو الرابط :
    http://www.almoneer.org/news.php?newsid=5604&action=read

    ردحذف
  3. مقال رائع جداً ..

    ننتظر المزيد أخي أحمد ..

    ردحذف
  4. جميل .،
    تُشكر صديقي على هذه اللفته المميزه ، فعلاً نماذج التربيه التي تمر علينا غريبه ونادر ما نجد ابن يحمل اسلوب نقاشي منذ الصغر باحثاً به طرق تعلم حياته واكتساب خبراته الخاصه ..

    مستمر في متابعتك :)

    ردحذف