الجمعة، 15 مارس 2013

::إنتظار أم صناعة.. ::



( الفرص تأتي متنكرة وتذهب ساخرة .. السيد هادي المدرسي )
إدّعادٌ كثير مايطرق أسماعنا نداءه، جمع ليس بالقليل من الناس يخرّ راكعاً لجبروت الظروف التي تفرض ذاتها بقوة في الحياة بين الحين والآخر، (لماذا لم تفعل ؟) .. الجواب حاضر لهذا السؤال دائماً متستر بوهم ألا وهو "الفرصة لم تكن سانحه !!"، الاستسلام هي النتيجة، والخمول هو المظهر بيد أنه لو تأملنا الحالة الواقعية لكل فرد على حده لتوصلّنا أن الخذلان الذاتي هو أحد الأعداء المسببة لضياع الفرص بأوجه عدّة كـ عدم الكفاءة والأهلية، نعيش الأوهام تلو الأوهام حتى نؤمن بها فننظر إليها بعين الإنكسار ونهمس .. "إنها حقيقتنا المرّة!!"، وهل السراب يا سادة إلاّ إنتظار أن يقوم الفرد بإنقلاب على ذاته المستسلمة وهو قابع تحت رحمة ظروفه وما يمليه عليه القدر !!!.
-
ولعل الدافع لتناول الفرص في مقال مختصر هو الانحدار الذي تهوي إليه فئة كبيرة من شريحة البشر بفعل الرضا بواقع مرير يُعاش بتغافل أو خديعة، ولا يأبه لأي محاولة قد تغير من ذلك الواقع، فهل وجود الفرص للإنتقال من حال إلى حال هو من قبيل الصدفة ؟ هل وجود الفرص يعتمد على عوامل تساهم في وفرتها ؟ هل وجود الفرص متكافئ للجميع؟، أعتقد من المغالطة الإعتقاد بأن الفرص تتزيّن بكل جلال وجمال وتخاطب الجماهير المترقبة "أقبلوا  إليّ .. " الفرص لا تكون إلاّ صنيعة عوامل ساهمت في وجودها وحضورها لفئة دون أخرى، تبدأ بالسعي العملي في المجال الذي يسلكه الفرد مروراً بالاتقان وصولاً للتميز، فمتى ماتهيأت الظروف لاح نجم الفرصة في الأفق، وقد قرأت تعبيراً جميلاً حول الفرص.. " الفرص عزيزة النفس، لا تبالي بمن لا يبالي بها .. "، ومن المعلوم أن الفرص تأتي متنكرة لا يُعلم لها وقت فمن يرغب باقتناصها عليه أن يكون على أهبة الاستعداد .. من يرغب في استقبال الضيوف في داره عليه أن يهيأ المكان وأداوت الضيافة وما إلى ذلك ممل يدل على استعداد لإستقبال الضيوف لا أن يعمل على التجهيز في حال حضور الضيوف، فأهم مايمكن القيام به لإصطياد الفرص هو الاستعداد والاستعداد والاستعداد، الفرص وجودها متكافئ للجميع، لاتختص بشريحة وتحجب ظهورها عن شريحة أخرى، ولكن الفارق هو في السعي والاستعداد.
-
ومما ينبغي الإلتفات له الحرص على إستغلال الفرص المتوافقة مع جملة المبادئ والأهداف الإستغلال السليم وبصورة مثلى فإنها تمرُّ مرّ السّحاب كما ورد في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وتجنب الجمود على شروط تبيقنا قيد انتظار الفرصة تلو الأخرى بحجة أنها غير مناسبة أو لا تتوافق مع الشروط التفصيلية التي يمكن أن نتعامل معها بمرونة وتطويعها بما يتناسب مع تطلعات الفرد، وكذلك ينبغي الحذر من الوقوع في فخ الغصّة والركون إلى الإحباط لضياع الفرص أو حتى اللحاق بالفرص الفائتة التي من شأنها الإنشغال بما لارجعة له، الفرص لها أشكال مختلفة، وأنواع مختلفة، وأوقات مختلفة، لنعتبر من فوات الفرص ونحولها إلى دوافع لاقتناص القادم منها ..

هناك تعليق واحد:

  1. سلام عليكم..
    اساس هذه المحنة الخذلان الذاتي هي قلت الوعي بالاضافة إلى التربية والثقافة وغياب القدوة.كلها إذا ما اجتمعت حال بصاحبها البؤس فيكون فرصة لمن يستغله شر استغلال .وهذا ما يسعى له حكام الجور ووعاظ السلاطين والاعلام الفاسد .
    حتى يأذن الله بقراءة اخرى واعيه كونوا بخير وعي

    ردحذف