الاثنين، 9 أبريل 2012

:: عولمة الحسين (ع) ::


هي دعوة اطلقها المفكرون علها تجد طريقها إلى النور ...

لعل من من أحد أقوى الاسباب التي جعلت الغرب متقدماً في جميع مجالاته الحضارية هو الايمان بضرورة إيصال مايؤمن به المجتمع الغربي إلى المجتمع العالمي، والتي استخدم من خلالها كافة الوسائل الحداثية من تكنولوجيا وإعلام على مستوى المرئي والمسموع وحتى المطبوع، ومن خلال الاستغلال السليم لعمليات التنظيم وتكاتف الجهود المختلفة في التخصص استطاع أن يصل إلى منهجية واضحة في تحقيق أهدافه التي سعى إليها، ومن الممكن أن يكون السبب في ذلك هو ذاك المذاق الجميل الذي يستطعمه أي مجتمع نتيجة الشعور بنشوة التقدم والسيطرة على العالم وفق تلك الاهداف التي يؤمن بها المجتمع الغربي خصوصاً بعد زمن التخلف التي عاشها في ظل تقدم الحضارة الاسلامية.

وعلى العكس تماماً مايعيشه المجتمع الاسلامي، الذي يعيش حالة من التخبط والعشوائية واقرب مايكون إلى انعدام التخطيط في تحقيق اهدافه ان كانت هناك أهدافاً تُذكر، وقد ترجع الاسباب التي أدت لهذا الوضع المأساوي لعدم الشعور بالمسؤلية التي يجب تحملها اتجاه مايتعرض له المجتمع الاسلامي من هجوم شرس يُسعى من خلاله لإفراغ هذا المجتمع من الطاقات التي يجب أن توظف للوصول إلى موازنة تساعد في مواجهة العولمة العالمية ومافيها من خلل من حيث الفكر والتطبيق، والتي قد تعارض مبادئ الاسلام الاصيل ويزينها الغرب لشبابنا المغرر بهم تحت غطاء الحداثة والتطور والحرية.

عولمة الحسين(ع) .. هي دعوة أطلقها سماحة الشيخ / فوزي آل سيف (وهو أحد المفكرين الاسلاميين الفاعلين) لأن تكون قضية الامام الحسين (ع) قضية عالمية، ومحاولة الخروج عن الطرح الذي لايزال يمارس دوره بتواضع في محدودية الانتشار تحت ظل هذا الكم الهائل من التقدم والتطور، إن عظمة الامام الحسين (ع) في قضيته التي تحمل المعاني السامية والقيم الانسانية كـالتضحية والإخلاص والحب والايمان والوفاء ورفض الظلم تستحق لأن تكون هدفاً نسعى لإيصاله للعالم أجمع بكافة الوسائل التي يستخدمها الاخرون في ايصال ما يؤمنون به من قضية، إذن نحتاج لأن يكون هدفاً من ضمن أهداف المجتمع الاسلامي تحويل قضية الامام الحسين ع إلى العالمية، وبعد تحديد الهدف تأتي الخطوة الثانية وهي آلية العمل في هذا المجال.

أما بالنسبة آلية التطبيق يمكن عرض بعض الاقتراحات التي يمكن من خلالها اتخاذ الخطوات الأولية في هذا الاتجاه ومنها:

1. الدعم المالي من قبل أصحاب الأموال ايماناً منهم بأهمية أن يكون الامام الحسين (ع) شخصيةً عالمية وهنا يأتي دور العلماء في الترغيب بهذه الأعمال.

2. السعي لأن يكون إعلامنا يعتمد على المتخصصين في مجال الاعلام وعدم الركون إلى الهواة والمتطوعين -مع الاستعانة بطاقاتهم- ومحاولة الابتعاد قدر المستطاع عن تواضع الامكانيات والرضا به، كما أن الطموح يجب أن يكون الوصول للإعلام المتقدم والاّ يكون المقياس هو مقارنة تواضع الامكانات بعضها ببعض.

3. الاستعانة بالعلوم الغربية الحديثة مع عدم معارضتها لأي مبدئ من مبادئ الدين- وتوظيفها في انتشار الهدف المطلوب كعلم الادارة وعدم المكابرة على عدم جدوائيتها.

4. القيام بمهرجانات ثقافية تتطرق للشخصية المباركة للامام الحسين ع الاهتمام بتغطيتها من الجانب الاعلامي المميز.

5. طباعة الكتب التي تتناول الشخصية الحسينية بلغات مختلفة ونشرها في العالم أجمع.

قد تكون هناك الكثير والكثير من الاقتراحات ولكن الأهم من ذلك كله هو السعي العملي المدروس والمبني على دراية وعلم وتخطيط لعولمة الامام الحسين (ع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق