الأربعاء، 19 مارس 2014

:: حياة بلا قلوب ::




..حياة بلا قلوب(*)..

تمتلئ القلوب بحديث الذكريات، تتجول الحكايا في خواطر ذلك الكائن المسكين المسمى (إنسان) بين الحين والآخر، جراحات الماضي يصعب نسيانها، كلما حاول التحرر من قيود تلك الدائرة المحزنة جذبته إليها قساوة الحياة وجلافة المواقف، غموض المستقبل في الانتظار يدق ناقوس الخطر ليُذكّر وبشكل دائم (لا مهرب من الخوف والهلع .. إنه قادم لا محالة)، فما بين الماضي والمستقبل تعيش الأفئدة أذى ماضيها وترقب قادمها..
-
هل أصبح الزمان يقف موقف الندّ في الوصول لما يُسكن النفس ويصبغها بأريحية العيش !، هل أصبح الناس يعيشون دائرة الذات الضيقة دون الالتفات لمن هم بحاجة وجودهم!، لا أجد نفسي مبالغاً في الادعاء أن جميع القلوب التي تنضح بالألم الذي استوطنته في أمسّ الحاجة لذلك الوعاء ليسكب فيه هموم الفؤاد ومخاوفه، وما دون ذلك يعدّ من شواذ الخلق..
-
لازالت عيناي تخشع في مرورها على كلمات عظيم الدهر (عليه السّلام) حينما قال " أن المؤمن يسكن إلى أخيه كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد"..
أيّ فتور أصاب المشاعر!!، بل أيّ داء أصاب الأنفس فسلبها رُقيّها فأستحسنت برود المشاعر وهي في أوجها!!.. أستُبدلت صداقات القلوب بصداقات الجماد!!
-
لا أجد سوى عالماً يكتسي البياض يسمى (ورقاً) لأروي له صراع القلوب دون مقاطعة، وأُملي عليه صدق المشاعر التي احتضنتها في نفسي دون الحاجة لتبادلها بيننا، وهل أصبحت القلوب تتبادل المشاعر !!
هي نفثة في الصدر بُحتُ بها للورق علّها تجد قلباً يعيها ..

(*) كلمات لا تدل على ضعف ابداً إنما عواطف طغت على العقل فغيّبت دوره وافسحت لها المجال (بالإرادة) لتنسكب ألماً على الورق، ويرجع العقل لدوره بعد ذلك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق